طاقة النوم و تأثيرها على الذاكرة و العقل الباطن

مرحباً بك أيها العزيز 

إن الناس لديها تصورات خاطئة عن النوم .فهناك من يربطه بالكسل و هناك آخرون يعتقدون أن النوم سبب الخمول و الكسل و لا حاجة لنا به 
و فيهم من يضن أن النوم مجرد عادة يمكن الإستغناء عنها في المستقبل القريب و بنيت عدة دراسات على هده الفرضية .

لكن عزيزي القاريء بدأت تتلاشى تلك النظريات و المعلومات غير الصحيحة و بدأ يتضح من خلال مراقبة الدماغ بوسائل تكنولوجيا حديثة خلال  النوم  
أنه لا يزال شغالاً و تنتقل إشارات كهربائية خلال مناطق  الدماغ  رغم أن شخص التجربة نائم تماماً و لا يقوم بأي نشاط واعي ...
و الاكثر محيراً أن الدماغ في تلك التجربة المخبرية (التي قام بها علماء ألمان) لا يزال ينشيء تواصلاً  بين  خلاياه العصبية  كما لو أن الشخص يقض  تماماً 
فهده الاتصالات العصبية  لا تنشأ عادةً   على مستوى الدماغ إلا عندما نفهم معنًى ما أو نتعلم تجربةً ما في الحياة أو نقرأ كتاباً أو موضوعاً واضحاً 

و هذا عملياً يعني أن الدماغ و نحن نائمين يبقى صاحيا و يعالج المعلومات التي تلقيناها خلال  النهار و يدعمها و يحفظها في ملفات أعمق كي لا تضيع و يبقى عقلنا محتفظاً بها، 
لذلك عندما نستيقض في الصباح الموالي نجد أن المعلومات و التجارب قد وضعت في مكانها الصحيح في الذاكرة الطويلة الأمد، و هذا ما يفسر أن التجارب أو المعلومات التي فهمناها 
و عندما نكرر قرائتها في الأيام الموالية تصبح أكثر سهولة و أكثر وضوحاً .

أما في حالة أخرى من التجارب المخبرية العلمية تم تقسيم فريق إلى مجموعتين: مجموعة اعطوها مسائل لكي يحلوها ثم يخلدو للنوم  بعد ذلك 
و المجموعة الاخرى لم يسمح لها بالنوم ... و هنا يتضح الفرق بين  المجموعتين .. فالمجموعة الاولى التي نامت و عندما استيقظت كان اداؤها أسرع و أفضل من المجموعة الثانية التي لم تنم 
و قد تم  إعادة هده التجربة على العديد من الأشخاص و كانت دائماً تأتي بنفس هده  النتائج .

عزيزي القاريء النوم ليس وسيلة للراحة أو مجرد فسحة و انما يؤكد العلماء أنه وسيلة للتعلم الفعال .. و تدعيم المعلومات التي نتلقاها في حياتنا و تثبيتها على مستوى الذاكرة الطويلة الأمد 
و هذا بحد ذاته  دور مهم و حساس فبدون نوم كاف ستكون لدينا مشاكل في الذاكرة و بالتالي في التعلم و كذا مشاكل في الحياة المادية النفسية و الاجتماعية بل و في كل مناحي حياتنا العامة 
فالنوم  يلعب أيضاً  دوراً   في توليد الطاقة و الشعور بالحيوية و هذا لا يختلف فيه  إثنان ...
و تختلف ساعات النوم من شخص لأخر و هذا له علاقة بالانشطة التي نمارسها في الحياة العادية وأيضاً بالعادات التي نزاولها .... فالعامل ليس هو الطالب..و الطبيب ليس هو الفلاح
و لهذا تبقى مدة النوم نسبية و رهينة بنا نحن كانسان  لديه شعور يدلنا على إشباع حاجياتنا من النوم أم يدلنا على أنه مازال هناك نقص ما .

عزيزي القاريء دمت في صحة و عافية    
التالي
السابق
أنقر لإضافة تعليق

0 التعليقات: